للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إيجابية على عكس التضليل والخداع الذي لا بد أن ينكشف ويحدث آثارا عكسية، أما الحقيقة فهي ذات وجه صريح وثابت لا يتغير وإن اختلفت الأساليب التي يلجأ لها باختلاف ظروف الاتصال.

٥ - مراعاة أحوال المخاطبين: يؤكد ذلك أسلوب الدعوة إلى التعاون بعد التأكيد على قضايا الإخلاص لله تعالى وتقواه في السر والعلانية , وقد جاء هذا الأسلوب في صياغة بارعة تربط التآلف والتكافل الاجتماعي بالإيمان بالله الواحد الأحد والإيمان باليوم الآخر والجزاء والحساب في الدار الآخرة.

وهذا الخطاب لا شك أنه مبني على معرفة تامة بأحوال جماعة المسلمين في مجتمع المدينة الجديدة، وما فيه من المهاجرين الذين يحتاجون إلى المواساة بالمال ولو بالقليل، فإن لم تكن هناك مساعدة مادية فلا أقل من الكلمة الطيبة التي تثمر المحبة والألفة، وتبرز هذه الدلالة أيضا في التذكر بنعم الله تعالى على عباده المؤمنين وفي مقدمتها نعمة الإيلام. وقد ظهر ذلك واضحا في مقاطع من الرواية الأولى للخطبة وفي الرواية الثانية، وخص في الرواية الثالثة بنعمة القرآن الكريم، ثم طلب منهم أن يحسنوا كما أحسن الله إليهم، ولهذا الأسلوب أهمية في شحذ الهمم للتمسك بالحق والثبات عليه (١) .

لأن قوة هذا الاتصال وفاعليته في الإقناع تكمن في الحق الذي يحويه المضمون الاتصالي.


(١) انظر تفصيلا حول أهمية أسلوب التعاون عند د. محمد عبد القادر حاتم، الإعلام في القرآن الكريم، (لندن: مؤسسة هريس ١٩٨٥م) ، ص: ٢٩٤.

<<  <   >  >>