للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٨ - أسلوب التكرار: ويظهر هذا الأسلوب في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي لخطبة حجة الوداع، فقد كرر صلى الله عليه وسلم كثيرا من مضامين خطبة حجة الوداع في خطبة يوم النحر، حيث جاء فيها عن أبي بكرة عن أبيه ذكر «أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه، قال: أي يوم هذا؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس بذي الحجة؟ قلنا: بلى، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه» (١) . ومن الثابت في الدراسات الإعلامية أهمية أسلوب التكرار في تغيير الرأي العام، وتعديل الاتجاهات (٢) .

وللتكرار أهمية بالغة في العملية الإعلامية باعتباره يحقق الأهداف التالية:

أ) - جذب انتباه المستقبل: للرسالة الإعلامية ليقبل بعقله وحواسه لتلقي الرسالة وليبتعد في نفس الوقت عن مختلف عوامل التشويش التي تؤثر على فاعلية العملية الإعلامية.

ب) - التأكيد على أهمية الرسالة: وقيمها وضرورة استيعابها وحفظها.

٩ - أسلوب الحوار والتساؤل: ويظهر هذا الأسلوب في خطبة حجة الوداع في صدر الرواية الثانية


(١) أخرجه الإمام البخاري، صحيح الإمام البخاري بشرح ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، جـ١، (ك: العلم، ب: رب مبلغ أوعى من سامع) ص: ١٥٦-١٥٧.
(٢) انظر د. محمد عبد القادر حاتم، الرأي العام وتأثره بالإعلام والدعاية.
- والكتاب الثاني: الإعلام والدعاية، (بيروت: مكتبة لبنان، ١٩٧٣م) ، ص: ١٦٢.
- وانظر أيضا د. عبد الحميد حجازي، الرأي العام والإعلام والحرب النفسية، جـ١، (القاهرة: دار الرأي العام، ١٩٨٧م) ، ص: ٢١٢.
- وانظر د. منير حجاب، التفسير الإعلامي لصحيح البخاري، (القاهرة: دار الفجر، ١٩٩٣م) ، ص: ١٤٤.

<<  <   >  >>