وكان يأكل من لبنها، فغفل عنها ساعة فتناولت من ورق كرم على طرف بستان، فتركها في البستان! ولم يَسْتَحل أخذها!
* وهذا الإمام في العلم والعمل أحمد بن حنبل رحمه الله: يحكى لنا محمد بن عياش أن أحمد أرسله ليشتري له سمنًا، فجاء بالسمن على ورقة بقل، فأخذ أحمد السمن وأعطاه الورقة وأمره بردِّها!
وهو الذي قال رحمه الله في الثمرة يلقيها الطَّير:(لا يأكلها! ولا يأخذها! ولا يتعرض إليها! ).
أخي في الله: ذاك هو (الورع! ) وأولئك هم أهل الورع! وما عليك أخي إذا حذوت هدى الصالحين وتشبهت بالمتقين؟ !
فَتَشَبَّهوا إن لم تكونُوا مثلَهُم ... إن التَّشَبُّه بالكرام فَلاحُ
أخي: أولئك هم القوم حقًا .. ألا فقل معي:
أولئك الناسُ إن عُدُّوا وإن ذْكِرُوا ... ومن سواهُم فَلَغْوٌ غيرُ مَعْدُودِ
وردِّد معي أخي:
تلك المكارمُ لا قُعْبَانَ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوالا
أخي: لا تقولنَّ إن الورع صعب لا يناله إلا أصحاب الهمم العالية! حقًا إن الورع منزلة سامية، ولكن أخي ألا يسعك من الورع قول سفيان الثوري رحمه الله:(ما رأيتُ أسهل من الورع ما حاكَ في نفسك فاتركه).
أخي: أعانني الله وإياك على تحصيل مرضاته .. ووفقني وإياك إلى سلوك الطريق القويم ..