أخي: تلك هي دنيا (الورع! ) حُلُولها سرور .. وديارها حُبُور .. صاحبها مُسَوَّد .. وعند العالمين ممجَّد ..
أخي المسلم: ذاك هو (الورع! ) بضاعة ربحها مضمون .. وصاحبها غير مُغْبُون .. فهل أنت أخي طالب لربحها؟ ! أمن أنت من الساعين لنيل نُجْحها؟ !
أخي: ذاك هو الورع كما عرفته! ليس بلبس الغليظ! ولا بهجر طيب الطعام! وإنما هو صدقٌ في النيات .. وطلب لرفيع الدرجات .. ورفض لخوارم المروءات .. وطلب للباقيات الصالحات .. وإنما تعددت أنواعه بتعدد الهمم والكمالات .. ولا غرابة أخي في ذلك، ومتى كان الناس مستوين في أمر من الأمور؟ !
أخي في الله: وستدرك ما قلته لك عندما تقف على تلك البدائع النفيسة من ورع الصالحين، فأنت يومها أخي كأنك في عالم الأحلام إذ إنك سترى عجائب من الورع لا يطيقها إلا أرباب الهمم العاليات .. ولا يدرك ذراها إلا أهل المقاصد الزاكيات ..
أخي: قف .. ثم قف .. هنالك في دنيا أهل الورع تحيا معهم حياة الزاهدين .. وتستروح أريج الصالحين ..
أخي: نبينا - صلى الله عليه وسلم - لا ريب هو سيد الوُرَعاء .. وإمام الأتقياء .. فخذ أخي حقائق الورع من هديه - صلى الله عليه وسلم - تفز إن شاء الله ..
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كخ كخ ارم بها أما