للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِم الحِجَابَ، فَفَعَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ فَأَعْتَقَتْهُمْ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُهُمْ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَتْ: "وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلاً أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ"» (١).

وعن عروة بن الزبير أيضًا: «أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَعَثَ إِلَى عَائِشَة، رضي الله عنها بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَسَمَتْهَا حَتَّى لَمْ تَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ (٢): أَنْتِ صَائِمَةٌ، فَهَلا ابْتَعْتِ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا؟ فَقَالَتْ عَائِشَة: "لَوْ أَنِّي ذُكِّرْتُ لَفَعَلْتُ"» (٣).

وعنه رضي الله عنه قال: «رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنَّهَا لَتَرْقعُ جَانِبَ دِرْعِهَا (٤)» (٥).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب مناقب قريش ٤/ ١٨٠، رقم (٣٥٠٥).
(٢) هي: بريرة بنت صفوان، مولاة أم المؤمنين عائشة، صحابية مشهورة، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة، وجاء الحديث فِي شأنها بأن الولاء لمن أعتق، وكان زوجها عبدًا يسمى مغيثًا، عاشت إلى خلافة يزيد ابن معاوية.
ينظر في ترجمتها: الطبقات الكبرى ٨/ ٢٠١، ومعرفة الصحابة ٦/ ٣٢٧٥، والاستيعاب ٤/ ١٧٩٥.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٥، رقم (٦٧٤٥)، وفي سنده محمد بن يونس الْكُدَيْمِيُّ، وهو ضعيف. ينظر: الكامل في ضعفاء الرجال ٧/ ٥٥٣، والمجروحين ٢/ ٣١٢، وتقريب التهذيب ص (٥١٥).
(٤) في المطبوع: "تَرْفَعُ جَانِبَ دِرْعِهَا"، وكأنه تصحيف: والصواب: "ترقع جانب درعها" والله أعلم، والمعنى: أنها كانت ترقع قميصها، لأن درع المرأة قميصها. ينظر: غريب الحديث للحربي ٢/ ٦٩٤، والزاهر في معاني كلمات الناس ١/ ٤٣٧، ومشارق الأنوار ١/ ٢٥٦، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ١١٣.
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨/ ٥٣، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٢/ ٤٧، والحديث أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢/ ١٨٦، وصححه، وسكت عنه محققو السير.

<<  <   >  >>