الأخرى فكتب إلى معاوية رضي الله عنه أن يسلم الأمر إليه على أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان في أيام أبيه فأجابه إلا أنه قال [عشرة أنفس فلا أؤمنهم](١) فراجعه الحسن فيهم فكتب إني قد آليت أني متى ظفرت بقيس بن سعد أن اقطع لسانه ويده فراجعه الحسن إني لا أبايعك فبعث إليه معاوية ورقا أبيض وقال: اكتب ما شئت فأنا التزمت، فاصطلحا واشترط الحسن أن يكون الأمر له من بعده فالتزم كله معاوية رضي الله عنه.
وفي فصل الخطاب للعارف المحقق محمد بن محمد الحافظي البخاري المعروف بخواجه محمد بارسا، هو من أشد الناس حبا لأهل البيت: قال إبراهيم النخعي: لما سلم الحسن رضي الله عنه الأمر إلى معاوية سميت سنة الجماعة، وقال للحسن رضي الله عنه رجل من أهل الشيعة: يا مذل المؤمنين، فقال: بل أنا معز المؤمنين، سمعت أبي عليا كرم الله وجهه يقول: لا تكرهوا إمارة معاوية فإنه سيلي هذا الأمر بعدي وإن فقدتموه رأيتم الرؤس تندر عن حواصلها كأنها الحنظل. انتهى.
وعن معاوية مرفوعا:«يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل» قال: فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ابتليت. رواه أحمد والبيهقي.
(١) في المطبوع: "قال غير القياس" والتصحيح من شرح المشكاة.