فأمهلوني أسبوعًا ... ثم أسبوعًا آخر ثم وصلت الرسالة التي كنت أتوقعها، وفيها الأمر الحازم بالحضور في يوم كذا في ساعة كذا، فأدركت بأن رحلة المتاعب قادمة لا محالة، إلا أن يتغمدني الله برحمته، وجاء
اليوم الموعود كان موعد ذهابي للشرطة متأخرًا فقد ذهبت للمكتب في الجمعية لإنهاء المعاملات ثم لمح في خاطري لم لا أصلي وأدعو الله - تعالى - فلعل فيها الفرج وكان الوقت ضحى ولما سجدت دعوت الله - تعالى - من صميم قلبي أن يفرج كربتي، وأن يرشدني إلى ضالتي.
فقد انقطع العون إلا منه - سبحانه - ثم رفعت رأسي وجلست للتشهد وكانت جوارحي وقلبي مطمئنة وأتتني راحة فقدتها منذ زمن، ولما سلمت عن يميني ثم سلمت عن يساري وجدت ما لم يكن في الحسبان لقد رأيت الكيس وأنا بين مصدق ومكذب ولقد تسمرت على النظر إليه أسرعت إليه ... إنه هو ... ألقيت به جانبًا وذهبت إلى سجادة الصلاة، لأسجد شكرًا لله - تعالى - ولساني يلهج بالثناء على الله - تعالى - وبحمده وسقطت دمعتان حارتان على السجادة ونهضت وأنا أتساءل لم لم أفعل هذا منذ زمن وبعد أن هدأت الأمور تذكرت أني ألقيت به جانبًا عندما دخلت مكتبي، ورأيت اللصوص قد سرقوا منه، وأثناء ترتيب المكان صار فوق الكيس بعض المتاع فأخفاه ولله الحمد (١).
* * *
[والله، مالك غير الله من أحد]
قال صاحب كتاب (الاستشفاء بالدعاء):
في إحدى السنوات جاءتني ملمةٌ في بصري وهو مرض نادر وخطير جدًا، وأعراضه تخفي على الأطباء، فدعوت الله - تعالى - ثم ذهبت إلى إحدى المستشفيات، فكشف علي الطبيب، وواعدني بعد أسبوع، وظننت أنه يريد
(١) انظر: مجلة المجتمع العدد (١٤٥٠) تاريخ ١٩ صفر ١٤٢٢ بهذا العنوان بقلم: مجدي عقيل أبو شماله ذكرتها بتصرف وزيادة ونقصان.