هنا قال (كان وأمسى ظل بات أصبحا) الألف هذه للإطلاق يعنى وظل وبات وأضحى وصار ليس، هذه كلها من حيث المعاني تدل على المعنى الذي دل عليه الفعل، بمعنى أن اسمها متصل بمضمون الخبر في وقت ما دل عليه الفعل، فإذا قلت (كان زيد قائما) حينئذ ماالمعنى أصل زيد قائم لما دخلت كان ماذا أفادت؟ نقل أفادت اتصاف زيد بمضمون الخبر وهو القيام في الزمن الماضي, زيد قائم لا تدل على زمن، يعنى لا يفهم من (زيد قائم) الزمن الماضي أو الحال يعنى هو عام يشمل ذا وذاك فإذا أدخلت كان حينئذ قيدت, قيدت ماذا؟ هذا فيه خلاف، فنقول كان زيد قائما قَيَّدْتَ قيام زيد في الزمن الماضي لأن (زيد) ذات ما يتقيد وإنما الذي يتقيد هو الفعل هو الحدث قائم حينئذ نقول قيدت القيام بكون زيد قد اتصف به في الزمن الماضي، والآن (كان زيد قائما) في الزمن الماضي انقطع أو لازال مستمرا؟ ماهو الأصل في الفعل الماضي مر معنا وهي (ثلاثة مضي قد خلى) قلنا مضي يعنى انقطع وانتهى قد خلى يعنى انتهى, قام زيد في الزمن الماضي الآن ليس بقائم فتنفي على الصحيح فتنفي, فإذا قيل كان زيد قائما كان في الزمن الماضي الآن ليس بقائم لأن الحدث الذي دل عليه قائم قد انقطع وهذا ما لم تدل عليه القرينة، يستشكل بعض الطلاب يقول هذه القاعدة ويأتي بالقرآن كثيرا (وكان الله غفورا رحيم)(إن الله كان عليما) هل هو في الزمن الماضي وانقطع الآن؟ لا لماذا؟ لقرينة خارجة وهي دوام اتصاف الرب جل وعلى واستمرارية اتصافه بهذه الصفات لا تنقطع هذا واضح بين إذن من دليل الخارج يدل على أن كان هنا منزوعة الزمن يعنى ليس لها دلالة على زمن ماض أو حاضر أو مستقبل، إذا كان التقييد بكان ولم يكن دلالته على الزمن الماضي يعبر عنها النحاة بأنها منزوعة الزمن بمعنى أنها لا تدل إلا على الارتباط فحسب إذن هذا لدليل، أما الأصل والقاعدة فيدل على الانقطاع, أمسى تقول مثل) أمسى زيد فقيها أو غنيا (أمسى زيد غنيا, أمسى فعل ماضي ناقص و (زيد) اسمه وغنيا هذا خبر, دلت على ماذا أمسى؟ اتصاف الاسم بمضمون الخبر في وقت المساء, أمسى زيد غنيا اتصف زيد بالغنى متى في وقت المساء وكذلك (ظل) البيتوتة وبات ظل في أول النهار و (بات) بيتوتة و (أصبح) في الصباح و (أضحى) و (صار) وهي تدل على التحويل حول والانتقال من حقيقة إلى حقيقة كقولك صار الطين حجرا ,تحول الطين إلى حجر أو من صفة إلى صفة صار زيد بخيلا كان كريما عنده مال فصار بخيلا إذن حصل تحول، وحصل انتقال لكنه من صفة إلى صفة زيد هو هو بذاته بشحمه ولحمه لكن ما الذي تغير فيه الوصف إذن كان كريما فصار بخيلا (ليس) هذه لنفي الحال عند التجرد عن القرينة فالنفي يكون للحال ليس زيد قائما يعنى الآن ليس زيد قائما هنا ليس تفيد نفي الحال يعنى الحال الوقت الزمن الذي يتكلم فيه المتكلم مع (ما برح ما زال ما نفك وما فتىء) ,هذه أربعة أفعال قلنا يشترط في إعمالها ما سبق ذكره وهي متحدة المعنى يعنى اشتركت في الشرط في العمل، وكذلك في الدلالة على المعنى فمعناها شيء واحد وهي موضوعة للدلالة على ملازمة الخبر للاسم (ما دمت حيا) يعنى تم تلازم بين دلالة الخبر لأن الذي يثبت هنا إنما هو مضمون الخبر للاسم كما