وأمره (غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ كَلِيَقُلْ) ليقلْ (كَلِيَقُلْ) ليقلْ اللام هنا ساكنة لكن في الأصل هي متحركة، (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ)، (أَمْرُ) مبتدأ، وجملة:(أَتَى) خبر المبتدأ، فإذًا (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ) أي صيغة فعلٍ الأمر المسند لضمير شخصٍ غائبٍ (أَتَى) أي: ورد عن العرب من مضارعٍ أجوف، يعني: يريد أن يبين لنا الفعل فعل الأمر للمخاطب من الأجوف كيف نأتي به؟ قال:(لِيَقُلْ) أصله يَقُولُ هذا الأصل يَقُولُ وعرفنا أن القاعدة في الإتيان بفعل الأمر كيف نأتي به؟ نحذف حرف المضارعة وننظر ما بعده فإن كان ساكنًا جئنا بهمزة الوصل للتمكن من الابتداء بالسكان، هنا يَقُولُ، أصله يَقُولُ إذًا حذفنا الياء والقاف ساكنة إذًا لا بد من حرف يُبتدئ به وهو همزة الوصل، إذًا يَقُول أصله اقْوُول أبيس كذلك اقْوُول بالواو المضمومة حينئذٍ ماذا حصل؟ حصل إعلالٌ بالنقل، وهو أن نقلت حركت الواو الضمة إلى القاف فسقطت الهمزة صار ماذا؟ قُول اجتمع عندنا الواو الساكنة واللام الساكنة - اللام ساكنة للبناء - حينئذٍ حذفنا الواو، صار قُلْ، إذًا قُلْ هذا جاء بعد تلك العملية، قد تقول مباشرة قُلْ تحذف حرف المضارعة وتنظر إلى الفرع يَقُول، حينئذٍ تحذف حرف المضارعة والواو ساكنة واللام ساكنة [هذا الأصل](١) ليس هذا الأصل هذا الفرع، والأصل أن تنظر إلى الأصل يَقْوُل قاف ساكنة تأتي بهمزة وصل للتمكن من الابتداء بالساكن، حصل إعلالٌ بالنقل نقلنا حركة الواو إلى ما قبلها، سكنت الواو التقى ساكنان حذفنا الواو ألقينا همزة الوصل لأن ما بعدها صار محركًا هذا أو ذاك والنتيجة قُل بحذف العين، ووزنه فُل بحذف العين كذلك في الوزن.
إذًا (وَأَمْرُ غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ) يعني: (أَمْرُ الغَائِبٍ)(مِنْ أَجْوَفِ) يعني: من المضارعٍ أجوف (كَلِيَقُلْ) حال كونه كهذا المثال، (لِيَقُلْ) هنا أصله ليَقُول أبقاه على ما هو عليه، (لِيَقُلْ) اللام هذه لام الأمر فتجزم الفعل المضارع، فحينئذٍ الأصل يَقُول سكنت الواو لأنه حصل إعلالٌ بالنقل، وسكنت اللام للجازم فالتقى ساكنان (وَأَصْلُهُ) هذا مبتدأ (غَيْرُ خَفِيْ)، (غَيْرُ خَفِيٍ)، (غَيْرُ خَفِيْ) سكنه للوزن يعني: أصله ظاهر ... (لِيَقُلْ) أصله ظاهر عند طالب العلم فيعلم أن أصله يَقُول دخلت اللام سكنت اللام الأخيرة التقى ساكنان حذفت الواو لا يحتاج إلى تنصيص، ... (خَفِيْ) بإسكان الياء للوزن استنفاع للقافية أيضًا فأصله لِيَقُول بسكون القاف ليقْوُل بسكون القاف وضم الواو حصل إعلالٌ بالنقل فنقلت حركة الواو إلى القاف فالتقى الساكنان الواو واللام وحذفت الواو وصار ليقل.
هما بمعنى واحد، لكن الأول أراد به أنه أمر غائب، حينئذٍ أمر الغائب كيف يأتي هو فعلٌ مضارع دخلت عليه اللام ويبقى الياء كما هو (لِيَقُلْ)، حينئذٍ هذا ليس مبنيًا لأنه فعل مضارع دخلت عليه اللام.