الحضض ما التهب بالنار وإذا أطفي أرغي رغوة حمراء وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون ووجد فيه قبض ومرارة، والزنجار يفرك باليد سريعا فيبيض بكثرة الفرك، ويبقي أحرش إن كان غش بالرخام ويظهر بالغسل وبين الأسنان إذا اختبر بها وإذا غش بالقلقنت وألقي على النار يحمر، وإذا أحميت مسلة حديد في النار وغرزت في الشمع المغشوش بدقيق الباقلا أو شحم الماعز فإنه ينش والخالص لا ينش.
وأما المركبات والمعاجين والأشربة فصعبة الكشف بعيدة الاستخراج بالجملة فلا يكاد أن يوجد من يستوفي النسخ من أهل الجد فيها والطب بها فكيف الذين يصنعونها للغير ولا سيما الذين يبسطون بالرحاب وأفواه الطرق ومجتمعات العوام فأولئك لا خلاف لهم ولا يبيعون إلا القهورة والأيمان الحانثة.
ولقد رأيت منهم من يصنع من القرع الرطب مربى ويبيعه بحسب تفريعه له فتارة مربى زنجبيل وتارة مربي تاغندست وتارة مربى جزر وتارة مربى شقاقل وكذلك من الجوز، ويصنعون من اللفت جوارش يغشون بها جوارش السفرجل والتفاح، ومن أوراق البقول مربى يغشون به مربي الصعتر والحبق والنعنع والقسطران، ويغشوم الكمونية والأنيسون والبزور وغير ذلك من المعجونات بالسميد المقلوفي الطابق وبالسميد الدق المغربل من النخال إذا قلي كذلك، ويصرفون في ذلك كله العسل اللطيف أو رب العنب ويخلطون فيه بعد كماله سحيق السكر ويذرون عليه يسير تفويه لتطيب رائحته في الظاهر ويسحقون ميبس أعين الحبق القرنفلي