والبربريات أطبع الخلق على الطاعة وأنشطهم للعمل وأصلحهم للتوليد واللذة وأحسنهم للولد، وبعدهن اليمنيات ويشبههن العرب، والنوبة أكثر الخلق إذعانا للموالي وكأنما فطروا على العبودية وفيهم السرقة وقلة الأمانة والهنديات لا يصبرن على الذل ويرتكبن العظائم ويسهل عليهن الموت، والزنجيات أشد خلق الله وأجلدهم على الكد وفيهن صنان يمنعهن في الغالب من اتخاذهن وفي الأرمنيات الحسن والبخل وقلة الانقياد وخاصة القرصاريات تعود الثيب كالبكر.
وحكي عن أبي عثمان رئيس النخاسين بالمشرق والشأن إليه هنالك لكثرة الخبرة والمداولة على القوم أنه كان يقول: إذا وجدت المرأة بنت تسع حجج كتامية الأم صنهاجية الأب مصمودية المنشأ قد جلبت إلى المدينة وأقامت بها ثلاث حجج وبالعراق عشر حجج فتلك التي جمعت حسن الجنس إلى كمال القصد وقليل أن تخفي في أجفان العيون.
ومن حيل المذكورين فمنها أن يتخذوا غمرة صفتها باقلا نقع في ماء البطيخ ستة أيام ثم في لبن حليب سبعة أيام يحرك اللبن في كل يوم ويغمرون به وجه الدربة اللون فتعود بيضاء.
ويدخلون السمراء اللون في أبزن قد وضع فيها ماء الكروبا حتى تلون وتقيم فيه لأربع ساعات من نهار فتخرج عنه وقد صارت ذهبية.
ويحمرون الخدود بغاسول صفته: دقيق الباقلا وكرسنة خمسة أجزاء، ومن عروق الزعفران وبورق وحناء من كل واحد ربع جزء ويغمر بذلك.