للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لكسر أو فك أصابه قديما، ويحلفون بأيمان مغلظة عليه أن لا يكتموا عيبا دقيقا ولا جليلا ولا يخفون مما يطلعهم البحث عليه والعلم منهم به كثيرا ولا قليلا ويحرص في ذلك كله على أن لا يستعمل للمسلمين إلا للخيار ولا يقلد في أمورهم إلا الثقات الأبرار والله المستعان ومنه التوفيق لا رب سواه.

أما الجلاسون للتجار بالأسواق فقوم أكثرهم يستبيحون في معايشهم ما منعه الشرع ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنهم من لهم حوانيت للتجارة ودلالون بين أيديهم يقسمون معهم الأجرة فيما يبيعون مياومة الدلالون، وربما اشترى عن بعض تلك المبتاع وقسم الأجرة فيه ثم عرف بالشراء.

ومنهم من يجلس للنجش ويصل التجار المسافرون فينزلون بين أيديهم والدلال بين أيديه فيأخذ الجلاس السلعة وينظر إلى الشراء الذي فيها برشم التاجر ثم يمحوه ويزيد عليه عددا ويقول للسمسار: نادي بكذا فينادي الدلال بما أمر به ويذهب ويرجع ويقول ودرهم ودرهمان وقيراط ويزيد الجلاس مثل ذلك حتى يرى الدلال أن ليس معه من يزيد أكثر والجلاس ليس من صنعته الشراء إنما يريد نجشا للتاجر فيقول اكتب فيكتب على الذي زاد فيها وقد ربح التاجر بذلك العمل كثيرا، وإن غفل الجلاس وزاد وأعيى ولم يجد الدلال على من يكتبها بذلك السوم تركها الدلال لمناداة يوم آخر، وكذلك يفعلون بالمصبوغ ويستخرجون له البراءات التي يكتبها التاجر بأسوامها التي هي عليه بها ويعمل فيها على مثل ذلك وقد شاهدت ذلك بجماعة منهم مرارا.

ومنهم من إذا رأي كساء أو سلعة يظهر له فيها رخص في شرائها على التاجر غمز

<<  <   >  >>