منهم عيب خفي يختفي، ولا يبيعون صبيا ولا صبية من أحد من أهل الذمة اليهود أو النصاري إلا أن يكونا مع أمهما من تهودهما، ويؤخذون بتفقد ألوان العبيد فإن كان اللون حائلا يدل على علة في الكبد أو الطيحال أو المعدة أو البواسير ينزف منها الدم، ويتفقدون أيضا مواضع البهق من أبدانهم فإن لونه في الابتداء أبيض وأسود وكذلك القوباء فإنها خشونة تظهر في الموضع ثم تكبر وتنمي، وإن كان في موضع من المملوك ما يشبه الشامة والوشم أو أثر جرح برئ أو كي فيبحث عليه ويدخل الحمام ويغسل بالماء الحار والبورق والخل ثم يتفقد بعد ذلك فإن كان كيا أو وشما ظهر من حينه وذلك حذرا من أن يكون أبرص قد كوي عليه أو وشم وضبغ عليه بذلك لأنه يخاف ظهوره مع تطاول الأيام واتساع البرص عن موضع الكي والصباغ.
ويختبرون أيضا ذكاء سمعه وحال كلامه وعقله وشعر رأسه وجلدته وصفاءها وجرحاته وسعقته إن كانت به ومبلع حدة نظره وصفاء بياض عينه فإن كدرته وظلمته منذرة بالعلة الكبرى والصفرة علامة علة الكبد والعروق الحمر الكثيرة في العين هي السبلة فيها، ونقاء أجفانه وسهولة حركتها، وتغمر ماء في عينه فإن سال منها رطوبة دلت على ناسور هنالك، وحال أنفه وفمه خوف البخر وزغب حواجبه وبحة صوته وحمرة وجهه وشدة أسنانه وقوتها وهل فيها حركة أو تحفر وهل في عنقه أثر جرح لئلا تكون خنازير، ويستلقي على ظهره ويجس بطنه ليظهر فيه فتق إن كان معه ويغمز على موضع كبده وطيحاله هل يتألم أم لا، وتنظر قوة وطئه في المشي وصلابة عصبه في شدة أم لا، وتقاس إحدي يديه بالأخرى وكذلك رجلاه لئلا تكون إحداهما أطول من الأخرى