ويفعلون في الذكور السمر الألوان مثل ذلك ويقسمون معهم أثمانهم ويفرون لمشتريهم من البلد الذي اشتراهم فيه إلى بلد آخر لأمثال بائعهم فيبيعونهم في ذلك البلد ويقسمون أثمانهم كذلك معهم.
ومن خدعهم أيضا أن يشتري أحدهم من صاحبه بربح يقتسمونه بينهم ثم يبيعون ذلك المشتري مرابحة من أجنبي بربح زائد يقتسمونه أيضا بينهم ويزينون ذلك لمشتريه ويصفون بائعه بالاضطرار إلى بيعه وأنه لولا ذلك لم يكن أمر يحلقه إليه لاغتباط مالكه به وذلك كله غش ودلس.
وشأن المحتسب مع هؤلاء أن يقدم أمينة من ثقات المسلمين الخيار أهل الدين والمروءات يؤمن عليها مكر ذلك الصنف من النخاسين وخدعهم ويمنعون من أمهانها كل الأحيان قصد الإدلال عليها وتمكن الحيلة في خدعها تكون الخدم عندها تشاهد أحوالهن ومناقلها وتعرف بصحيحها من معتلها ويتقدم إليها ألا تحمل جارية من المرتفعات إلى دار أحد للتقليب والاختبار إلا أن يكون سيدها يتناول ذلك بنفسه أو يحضر لذلك مع مشتريها بدار الأمينة المذكورة أو غيرها، ويمنعون من تسويق المرتفاعت أو خدم يصلحن للاتخاذ إلا في ستر وبمحضر سادتهن والتجار المعينين المعلومين بالتجارة فيهن، ويختبرن فيما يدعين أنهن يحسننه من أنواع صنائعهن.
ويؤمر النخاسون ألا يبيعوا لغير مشهور بالعين والاسم مملوكا أو مملوكة إلا بأن يعطي ضامنا بلديا معروفا بالعين والاسم ولا سيما الغرباء الذين يحملون المماليك من البلدان، وأن يباحثوا العبيد ويسائلوهم لما يخاف في ذلك كله من أن يكون العبد مسروقا، أو يكون له أهل يمكن هروبه إليهم، أو يكون حرًا قد استعبدوا معدا للموافقة، أو يكون للأنثى زوج أو ولد، أو يكون لواحد