للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مُسْتَهْزِيُون" (١)، وأَمَّا "مُسْتَهْزونَ" (٢) فضعيفٌ لا وجه له إِلاَّ شاذًّا على وجه من أَبدَلَ الهمزَةَ ياءً، فقال في (استهْزَأْتُ): استَهْزَيْتُ، فيجبُ على استهزَيْتُ مُسْتَهْزونَ".

قال السمين: "قياسُ تخفيفِ همزةِ "مستهزئون" ونحوِه أن تُجْعَلَ بينَ بينَ، أي بين الهمزةِ والحرفِ الذي منه حركتُها وهو الواو، وهو رأيُ سيبويه، ومذهبُ الأخفش قَلْبُها ياءً محضةً. وقد وَقَفَ حمزةُ على "مستهزئون" و"فمالئون" ونحوِهما بحَذْفِ صورة الهمزة إتْباعاً لرسمِ المصحفِ" (٣).

فقراءات الآية جاءت هنا كشاهد تطبيقي للفعل (استهزأ) وأيضا مبينة لمذاهب العرب في النطق بالهمزة. والمتأمل في كلام الزجاج السابق قد يفهم منه أن ما عرضه من وجوه يجوز في العربية، إلا أنه لم يقرأ به، وهذا غير صحيح؛ لأنها كلها قراءات صحيحة واردة عن السبعة وغيرهم (٤).

(جِبْرِيلَ ومِيكَالَ): من قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (٥). [التاج: ميكل].

بنيت هذه المادة عند الزبيدي على القراءة القرآنية، وقد ناقشت هذه القراءات طريقة نطق اسم الملكين: "جِبْرِيلَ" و"مِيكَالَ الَّذَيْنِ ذُكِرَ اسْمُهُمَا في قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} " حيث قُرِآ بالهمز: "جِبْرَائِيل" و"مِيكَائِيل" (٦)، وبإبدال الهمزة ياءً في قراءة الأعمش: "جِبْرَايِيل" و"مِيكَايِيل". وذكر توجيه ابن جني (٧) لهذه القراءة ولكن


(١) قراءة حمزة، ويزيد بن القعقاع، انظر المصدرين السابقين.
(٢) قراءة أبي جعفر، انظر: السبعة:٦٠، والنشر: ٢/ ٢٣٧، ومعجم القراءات لمختار: ١/ ١٧٢.
(٣) الدر المصون: ١/ ١٠٥.
(٤) انظر: إبراز المعاني لأبي شامة: ٢٤٧، والنشر:١/ ٥٠٣، ومعجم القراءات لأحمد مختار: ١/ ١٧٢، ومعجم القراءات للخطيب:١/ ٤٨.
(٥) البقرة: ٩٨.
(٦) انظر: الحجة لابن خالويه: ٢٣، والعنوان: ٨، والنشر: ٢/ ٢٤٩، ومعجم القراءات لمختار: ١/ ٢٢٣ – ٢٢٧.
(٧) المحتسب: ١/ ٩٨.

<<  <   >  >>