للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهمزةَ خطأً وهو اشتقاق غيرُ مَرْضِيّ" ... والمعنى بالقراءتين شيءٌ واحدٌ، وهو جميعُ الخَلْقِ. ولا يُلْتَفَتُ إلى مَنْ ضَعَّف الهمزة من النحاةِ والقُرَّاءِ لثبوتِه متواترِاً" (١).

ومن ذلك:

(مُؤْصَدَةٌ): من قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} (٢).

[التاج: أصد، وصد].

تناول الزبيدي الآية السابقة في المادتين السابقتين، وخلص إلى أن: أَوصَدَ البَابَ: أَطْبَقَه وأَغْلَقه كَآصَدَه فهو مُوصَدٌ، ثم ذكر أن الآية قرئت: "مُوصَدَة" بغير هَمْزٍ ... هَمَزَهَا أَبو عَمْرٍو وحَمْزَةُ، وخَلَفٌ، وَحَفْصٌ واختلف على يَعقُوب، والبَاقُون بغير هَمْزٍ (٣). ولم يبين الزبيدي سبب الهمز وهل هو عِنْدَ مَنْ هَمَزَ مِنْ (أَأْصَدَ = آصد) وهي مُؤْصَدَة، أم هو من (أَوْصَدَ) وهي مُوْصَدَة، فلما أن سُبِقَتْ الواو بضمة تُوُهِّمَ أنها مضمومة فَأُبْدِلَتْ بهمزةٍ. وقد ذكر أن (أوصد) مثل (آصد) فاسم المفعول الدال على المفردة المؤنثة من (أوصد) بلا همز، ومن (آصد) مهموز؛ لأن فاءه همزة (٤).

قال أبو زرعة:"من همزه جعله (مُفْعَلَة) من آصدت الباب، أي أطبقته مثل: آمنت فاء الفعل همزة، تقول: آصد يؤصد إيصادا، ومن ترك الهمز جعله من أوصد يوصد إيصادا فاء الفعل واو. قال الكسائي: أوصدت الباب وآصدته إذا رددته" (٥).

ثانياً: همز ما لا يهمز:

يذكر الزبيدي في مواضع عدة أن القراءة جاءت بهمز ما ليس أصله الهمز. ويمكن عرض ذلك كما يلي:


(١) الدر المصون: ١٤/ ٣٨١.
(٢) الهمزة: ٨.
(٣) انظر: السبعة لابن مجاهد: ٣٦٤، والحجة لابن خالويه: ٢٩٦، والنشر:١/ ٤٤٦.
(٤) انظر: الحجةلابن خالويه: ٢٩٦، والدر المصون: ١٤/ ٣٤٤.
(٥) الحجة: ٧٦٦.

<<  <   >  >>