للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعند شرحه للاختصاف قال: " اخْتَصَفَ بكذا (افتعل). وقَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ والزُّهْرِيُّ والأَعْرَجُ وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}، وقرئ: {وَطَفِقَا يَخِصِّفَانِ} (١) بكَسْرِ الخاءِ والصَّادِ وتَشْدِيدِهَا علَى معنَى (يخْتَصِفان) ثم تُدْغَمُ التَّاءُ في الصَّادِ وتُحَرَّكُ الخاءُ بحَرَكةِ الصَّادِ، وبعضُهُمْ حَوَّلَ حَرَكَةَ التَّاءِ ففَتَحَهَا".

(ج) زيادة (فَعَلَ) بالتاء والألف: (تَفَاعَل).

(يَصَّاعَدُ): قراءة في قوله تعالى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} (٢).

[التاج: صعد]

دلل الزبيدي على أن الأفعال: صَعِدَ، واصَّعَّدَ، واصَّاعَدَ، بمعنًى واحد.

بالقراءات الواردة في قوله تعالى: "كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء". وما ذكره الزبيدي هنا هو ما قرره أبو زرعة في حجته حيث قال:"قرأ ابن كثير:"كَأَنَّمَا يَصْعَدُ" خفيفا من صَعِدَ يَصْعَدُ، وحجته قوله: "إليه يَصْعَدُ الكلم الطيب". وقرأ أبو بكر:"يَصَّاعَدُ"، الأصل (يتصاعد) فأدغم التاء في الصاد لقربها من الصاد. وقرأ الباقون:"يَصَّعَّدُ" الأصل (يتصعد) فأدغموا التاء في الصاد. ومعنى يَصَّعَّدُ ويَصَّاعَدُ ويَصْعَدُ كله واحد" (٣).

(يَحُضُّونَ): قراءة في قوله تعالى: {ولا تَحَاضُّونَ عَلى طَعَامِ المِسْكِينِ} (٤). [التاج: حضض]

في هذه المادة ذكر الزبيدي قَرَاءة أَهْل المَدِينَةِ: "ولا يَحُضُّونَ"، وقَرَاءة الحَسَن: "ولا تَحُضُّونَ"، وكلاهما من الفعل الثلاثي (حضَّ)، والفرق بينهما في ضمير المخاطب والغائب. ثم ذكر قَرَاءة الأَعْمَش، وعاصِم، ويَزِيد بن القَعْقَاع "ولا تَحَاضُّون" (٥) بفَتْح التاء، على زنة (تفاعلون) والأصل تتحاضون، حذفت إحدى التاءين (٦). قال الفَرَّاءُ (٧): وكُلٌّ صَوَابٌ، فمَنْ قرأَ: "تُحَاضُّون" فمعْنَاه


(١) هي قراءة الحسن والأعرج ومجاهد وابن وثاب، انظر: الإتحاف: ٣٩٤، ومعجم القراءات: ٢/ ١٦٤، ١٦٥.
(٢) الأنعام: ١٢٥.
(٣) الحجة: ٢٧١، وانظر: الدر المصون: ٦/ ٤١٤.
(٤) الفجر: ١٨.
(٥) انظر قراءات الآية: الحجة لابن زنجلة: ٧٦٢، والعنوان لابن خلف: ٣٦، والنشر: ٢/ ٤٠٠، والإتحاف: ٧٧٤.
(٦) الدر المصون: ١٤/ ٣٣٤.
(٧) انظر معاني القرآن: ٣/ ٢٦١.

<<  <   >  >>