للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُحَافِظُون، ومَنْ قرأَ: "تَحَاضُّونَ" فمَعْناه يَحُضُّ بَعْضُكُم بَعْضاً، ومَنْ قَرَأَ "تَحُضُّون" فمَعْنَاهُ تَأْمُرُونَ بإِطْعامِه". فالمفاعلة على بابها من المشاركة (١).

ثالثا: التبادل بين: (فَعَّلَ) و (فَاعَلَ):

صيغة (فَعَّلَ) تفيد التكثير ما لم يصرفها صارف عنه، بينما صيغة (فَاعَلَ) تفيد المشاركة، أي أن الفاعل فيها لا يكون واحدا. ولكن أحيانا تفقد هاتان الصيغتان هذا المعنى، بل قد تأتيان بمعنى واحد هو معنى (فَعَّلَ) أو معنى (فَعَلَ). وقد استدل الزبيدي على ذلك بمجيء القراءة مترددة بين (فَعَّلَ) و (فَاعَلَ) في العديد من المواضع من ذلك:

(فَزَايَلْنَا) (٢) قراءة في قوله تعالى: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُم} (٣). [التاج: زيل].

وقد جعل الزبيدي هذه القرءاة من قبيل قولك: لا تُصَعِّرْ ولا تُصَاعِرْ. والقراءتان، معناهما واحد: فَرَّقَ ومَيَّزَ.

(وُرِّيَ) (٤) قراءة في قوله تعالى: "مَا وُورِيَ عَنْهُمَا" (٥) [التاج: وري]

والقراءتان عند الزبيدي بمعنى واحد: ستر وخفي.

(يُضَعَّفْ) (٦) قراءة في قوله تعالَى: {يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفِيْنِ} (٧). [التاج: ضعف]

وهي قراءة أَبي عَمرٍو، والمعنى واحد: وهو التكثير.

(تُشَطِّطْ) (٨) قراءة في قوله تعالى: {ولا تُشْطِطْ} (٩). [التاج: شطط].


(١) انظر: الحجة لأبي زرعة: ٧٦٢، والدر المصون: ١٤/ ٣٣٤.
(٢) انظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٦٢، ومعجم القراءات لمختار: ٢/ ٣٤٧.
(٣) يونس: ٢٨.
(٤) انظر: لسان العرب: (وري)، والدر المصون: ٧/ ٩٦، ومعجم القراءات لمختار: ٢/ ١٦٣.
(٥) الأعراف: ٢٠.
(٦) قراءة أبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب واليزيدي والحسن وعيسى، انظر: الدر المصون للسمين الحلبي: ١٢/ ٣٦، ومعجم القراءات لمختار: ٤/ ٨٨.
(٧) الأحزاب: ٣٠.
(٨) انظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٤٠٣، والدر: ١٢/ ٢٤٨، ومعجم القراءات لمختار: ٢٢٥.
(٩) سورة ص: ٢٢.

<<  <   >  >>