للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(مُفْرِطُونَ) (١): قراءة في قوله تعالى: {وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} (٢). [التاج: فرط].

حمل الزبيدي قراءة فتح الراء على معنى: أَفْرَطَ الأَمْرَ، إِذا نَسِيَه، فهو مُفْرَطٌ، أَي مَنْسِيٌّ وبه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قوله تعالَى: {وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} أَي مَنْسِيُّون. وقال الفرَّاءُ: مَنْسِيُّونَ في النَّارِ.

قال الطبري: "قرأته عامة قرّاء المِصرَينِ الكوفة والبصرة (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) بتخفيف الراء وفتحها، على معنى ما لم يُسَمّ فاعله من أُفرِط فهو مُفْرَط ... وقرأ نافع بن أبي نعيم: "وأنَّهُم مُفْرِطُونَ" بكسر الراء وتخفيفها ... بتأويل: أنهم مُفْرِطُونَ في الذنوب والمعاصي، مُسْرِفون على أنفسهم مكثرون منها، من قولهم: أَفْرط فلان في القول: إذا تجاوز حَدَّه، وأسرف فيه" (٣).

(الْمُنْشِآتُ) (٤): قراءة في قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأْعْلَامِ} (٥). [التاج: نشأ].

قال الزجاج: "الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ"، هي السُّفُنُ المَرْفوعَةُ الشُّرُعِ والقُلُوعِ، وإِذا لم يُرْفَع قِلْعُها فَلَيْسَتْ بِمُنْشَآتٍ، وقرِئ "المُنْشِئآتُ"، أَي الرَّافِعَاتُ الشُّرُع (٦). وقال الفرّاءُ: من قَرَأَ: "المُنْشِئاتُ" فهن اللاتي يُقْبِلْنَ ويُدْبِرْن، ويقال: المُنْشِئآتُ: المُبْتَدِئَاتُ في الجَرْيِ، قال: والمُنْشَآتُ: أُقْبِلَ بِهنَّ وأُدْبِرَ (٧).

قال أبو زرعة:" "المنشِآت" بكسر الشين، أي المبتدئات في السير ... وقال بعض أهل النحو: المعنى: المنشئات السير فحذف المفعول للعمل به، ونسب الفعل إليها على الاتساع، كما يقال: مات زيد، ومرض عمرو، ونحو ذلك مما يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه، وهو في الحقيقة بهبوب الريح ودفع الرجال. وقرأ الباقون: "المنشَآت" بفتح الشين. قال أبو عبيدة: "المنشَآت": المُجْرَيَاتُ


(١) هي قراءة عبد الله بن مسعود وابن عباس ونافع، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٣٧٤، ومعالم التنزيل للبغوي: ٥/ ٢٦، وجامع الأحكام للقرطبي: ١٠/ ١٢١، والحجة لأبي زرعة: ٣٩١.
(٢) النحل: ٦٢.
(٣) جامع البيان: ١٧/ ٢٣٥.
(٤) الكسر قراءة حمزة وأبي بكر والأعمش ويزيد بن علي وطلحة، انظر: جامع البيان للطبري: ٢٣/ ٣٧، والكشاف: ٤/ ٤٤٦، والحجة لأبي زرعة: ٦٩١، والدر المصون: ١٣/ ٢٧١، وروح المعاني للألوسي: ٢/ ٤٦٨
(٥) الرحمن: ٢٤.
(٦) انظر: معاني القرآن وإعرابه: ٥/ ١٠٠.
(٧) انظر: معاني القرآن: ٣/ ١١٥.

<<  <   >  >>