للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المَرْفُوعَاتُ الشُرُع، وهي مفعولة؛ لأنها أنشئت، وأجريت، ولم تفعل ذلك بأنفسها أي فُعِلَ بها الإنشاء، فهذا بين لا إشكال فيه" (١).

(والمُحْصِنَاتُ) (٢): قراءة في قوله تعالى: {وَالمُحْصَنَاتُ مِن النِّسَاءِ} (٣).

[التاج: حصن].

قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَجْمَعَ القُرَّاء على نَصْبِ الصَّاد في الحَرْفِ الأَوَّل مِن النِّساء (٤)، فلم يَخْتلِفوا في فتْحِ هذه؛ لأَنَّ تأَوِيلَها ذَوَات الأَزْواجِ يُسْبَيْنَ فيُحِلُّهنَّ السِّباءُ لمَنْ وَطِئها مِن المالِكِين لها، وتَنْقطِع العِصْمةُ بينهنَّ وبينَ أَزْواجهنَّ بأَنْ يَحِضْنَ حَيْضَة ويَطْهُرْنَ منها، فأَمَّا سِوَى الحَرْف الأَوَّل فالقُرَّاء مُخْتَلِفونَ: فمنهم مَنْ يَكْسِر الصَّاد، ومنهم مَنْ يَفْتَحها فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إِلى ذَواتِ الأَزْواجِ اللاَّتي قد أَحْصَنَهُنَّ أَزْواجُهنَّ، ومَنْ كَسَر ذهَبَ إِلى أَنَّهنَّ أَسْلَمْنَ فأَحْصَنَّ أَنْفسهنَّ فهُنَّ مُحْصِنات (٥).

قالَ الفرَّاءُ: "والمُحْصَنَاتُ مِن النِّساءِ"، بنَصْبِ الصَّاد أَكْثَرُ في كَلامِ العَرَبِ (٦).

وقال السمين:" "الْمُحْصَنَاتُ" قرأ الجمهور هذه اللفظة سواء كانت معرفة بـ "أل" أم نكرة بفتح الصاد، والكسائي بكسرها في الجميع، إلا قوله "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَآءِ" (٧) في رأس الجزء، فإنه وافق الجمهور. فأمَّا الفتحُ ففيه وجهان:


(١) الحجة: ٦٩١.
(٢) بكسر الصاد قراءة طلحة بن مصرف والحسن وعلقمة، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٢٣٠، الجامع للطبري: ٨/ ١٨٧، والكشاف للزمخشري: ١/ ٤٩٧، ومعالم التنزيل للبغوي: ٢/ ١٩٦، والمحرر الوجيز لابن عطية: ٢/ ١٩٣، والحجة لأبي زرعة: ١٩٦، وروح المعاني: ١/ ٣٤٥.
(٣) النساء: ٢٤.
(٤) ورد لفظ "محصنات" معرفا "بال" ونكرة، في القرآن الكريم ثمان مرات، أربع في النساء: ٢٤، ٢٥، ومرتان في المائدة: ٥، وموضعان في النور: ٤، ٢٣.
(٥) التاج: حصن، وانظر ذات المعنى: الجامع للطبري: ٨/ ١٨٧، والكشاف للزمخشري: ١/ ٤٩٧، ومعالم التنزيل للبغوي: ٢/ ١٩٦، والمحرر الوجيز: ٢/ ١٩٣، والحجة لأبي زرعة: ١٩٦، وروح المعاني: ١/ ٣٤٥.
(٦) انظر: معاني القرآن: ١/ ٢٦٠.
(٧) النساء: ٢٤.

<<  <   >  >>