للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عباس - ويُروى عن أبي عمرو - بضمِّ اللامِ وهو جمع "غِلاف"، ولا يجوز أن يكون فُعُل في هذه القراءة جمعَ "أَغْلَف"؛ لأنَّ تثقيلَ فُعُل الصحيحِ العينِ لا يجوز إلاَّ في شِعْر، والمعنى على هذه القراءة جمعَ "أَغْلف"؛ لأنَّ تثقيلَ فُعَل الصحيحِ العينِ لا يجوز إلاَّ في شِعْر، والمعنى على هذه القراءة أنَّ قلوبَنا أوعيةٌ للعلمِ فهي غيرُ محتاجةٍ إلى علمٍ آخر، والتغليفُ كالتغشِيَة في المعنى" (١).

(ظِلاَلٍ) (٢): قراءة في قوله: {إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ في ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ} (٣)

ذكر الزبيدي أن الظُّلَّة تجمع على: ظُلَلٌ، وظِلاَلٌ، واستدل على ذلك بالقراءات الواردة في الآية السابقة فقال: "وقُرِئَ أيضاً: "في ظِلاَلٍ" وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ وخَلَفٌ: {في ظُلَلٍ عَلى الأَرائِكِ مُتَّكِئُونَ} (٤). وقولُهُ تَعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} (٥). [التاج: ظلل].

فالآيات السابقات في كل مواضعها قرئت بالقراءتين: ظُلَل، وظِلَال. وظلل جمع ظلة، نحو: غرفة وغرف، وحلة وحلل. وظلال جمع ظل، أو جمع ظلة أيضا، نحو: قلة وقلال (٦).

قال الطبري: "من قرأها " في ظُلَلٍ"، فإنه وجهها إلى أنها جمع "ظُلَّة"، و"الظُلَّة"، تجمع "ظُلل وظِلال"، كما تجمع "الخُلَّة"، "خُلَل وخِلال"، و"الجلَّة"، جُلَلٌ وجلال" (٧).

وقال أبو زرعة:" قرأ حمزة والكسائي: "في ظُلَلٍ" بغير ألف وضم الظاء، الظلل جمع ظلة كما تقول: حلة وحلل، وغرفة وغرف، وقربة وقرب ... وقرأ


(١) الدر المصون: ١/ ٣٩٢.
(٢) هي قراءة قتادة وأبي وعبد الله بن مسعود والضحاك وعاصم وأبي جعفر ويزيد بن القعقاع، انظر: جامع البيان: ٤/ ٢٦١، والمختصر لابن خالويه: ١٣، والحجة لأبي زرعة: ٦٠١، والمحتسب: ١/ ١٢٢، والدر المصون ٢/ ٣٤١، ومعجم القراءات لمختار: ١/ ٣٠٤، ومعجم القراءات للخطيب: ١/ ٢٨٥.
(٣) البقرة: ٢١٠.
(٤) يس: ٥٦.
(٥) الزمر: ١٩.
(٦) انظر: الجامع للطبري: ٢٠/ ٥٣٨، والحجة لأبي زرعة:٦٠١، وجامع الأحكام للقرطبي: ٣/ ٢٥، والدر المصون:٢/ ٣٤١، والنشر: ٢/ ٣٥٥، والإتحاف: ٦٥٢، ومعجم القراءات للخطيب:٧/ ٥٠٤.
(٧) جامع البيان: ٤/ ٢٦١.

<<  <   >  >>