للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - طريق جمع مادة المعجم من معاجم السابقين، وهو الطريق الذي ظل سائدا حتى العصر الحديث دون محاولة أخذ مادة المعجم من مادة حية تم جمعها من خلال النصوص" (١).

ثانيا: ترتيب المداخل:

أما المدخل فهو عبارة عن الوحدة اللغوية التي ستوضع تحتها بقية الوحدات اللغوية الأخرى أو المشتقات. وهو في اللغة العربية واللغات الاشتقاقية يتكون غالبا من الحروف التي تُكَوِّنُ البنية الأساسية الثابتة للكلمات والمشتقات، أي الجذر Root وهو غالبا ما يتكون في اللغة العربية واللغات السامية من حروف صامتة Consonants أما في غير العربية فقد يتكون من صوامت وصوائت Vowels. وغالبا ما تلتزم المعاجم بالترتيب الألفبائي Alphabetical Sequence سواء على مستوى المدخل الواحد أو على مستوى مداخل المعجم كلها (٢).

وقد عرفت العربية أنواعا أخرى من ترتيب المداخل غير هذا الترتيب. فأقدم معجم عربي هو "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: ١٧٥هـ) قد رتب مداخله على أساس الترتيب المخرجي لأصوات حروف العربية، مبتدئا بأقصاها مخرجا من الحلق وهو حرف العين – كما تصور – ومنتهيا بما يخرج من الشفتين وهو الميم. وقد رتب مادته داخل المدخل على أساس من التقليب الصوتي؛ واقتفى أثره بعض المعجميين نحو: إسماعيل بن القاسم القالي (ت:٣٥٦هـ) في معجمه "البارع في اللغة"، وأبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: ٣٧٠هـ) في "تهذيب اللغة"، وأبو القاسم الصاحب بن عباد (ت: ٣٨٥هـ) في "المحيط الأعظم"، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده الأندلسي (ت: ٤٥٨هـ) في "المحكم". وقد عُرِفَتْ هذه المعاجم بمدرسة التقليب الصوتي (٣).


(١) صناعة المعجم الحديث لأحمد مختار عمر: ٧٥، ٧٦.
(٢) علم المعاجم لحلمي خليل: ٢١٢.
(٣) انظر: المعجم العربي نشأته وتطوره لحسين نصار: ١٧٣ - ٢٨٧، والمعجم العربي، بحوث في المادة والمنهج والتطبيق لرياض زكي قاسم: ١١١، والمعاجم اللغوية لإبراهيم محمد نجا: ١٠.

<<  <   >  >>