للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتزامنت هذه المدرسة مع مدرسة أخرى عرفت بمدرسة التقليبات الهجائية والتي ترتب المادة داخل المدخل على أساس تقليب المادة للحصول على المفردات المشتركة في الأصل من حيث المعنى والاشتقاق. ويمثل هذه المدرسة: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت:٣٢١هـ) في "الجمهرة" وأحمد بن فارس (ت: ٣٩٥هـ) في معجميه: "مقاييس اللغة"، و"المجمل". واتسمت معاجم هاتين المدرستين بصعوبة البحث فيها لصعوبة تحديد تقاليب المادة وتوخي مواضعها من المعجم (١).

وكانت صعوبة البحث في المعاجم السابقة مدعاة لظهور المدرسة الثالثة والتي عرفت بمدرسة القافية؛ لأنها رتبت المداخل حسب الحرف الأخير (= القافية) من الكلمة، ترتيبا ألفبائيا؛ تيسيرا على الباحثين في معاجمهم. ويمثل هذه المدرسة: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (ت: ٤٠٠هـ) في "الصحاح"، والصاغاني (ت:٦٥٠هـ) في "العباب"، وأبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري (ت:٧١١هـ) في "لسان العرب"، ومحمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت: ٨١٧هـ) في "القاموس المحيط"، ومحمد بن مرتضى الزبيدي (ت: ١٢٠٥هـ) في "تاج العروس" (٢).

أما المدرسة الرابعة فهي المدرسة الهجائية العادية، والفرق الوحيد بينها وبين المدرسة السابقة هو أنها رتبت مداخلها على أساس الحرف الأول من الكلمة. ويمثل هذا الاتجاه جار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت: ٥٣٨ هـ) في "أساس البلاغة"، والفيومي (ت:٧٧٠هـ) في "المصباح المنير". ويعد هذا


(١) انظر: المعجم العربي لحسين نصار: ٣١٥ - ٣٦٥، والمعجم العربي بحوث في المادة والمنهج والتطبيق لرياض زكي: ١١٣، والمعاجم اللغوية إبراهيم محمد نجا: ٧٥.
(٢) انظر: المعجم العربي لحسين نصار: ٣٧٩ - ٥٠٨، والمعجم العربي بحوث في المادة والمنهج والتطبيق لرياض زكي:١١٥، والمعاجم اللغوية لإبراهيم محمد نجا: ٩٥، والمعاجم العربية عبد الله درويش: ٩٠.

<<  <   >  >>