للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدارس يرجح رأي القرطبي ـ ومن ماثله الرأي ـ حيث إن الدرس الصوتي الحديث يؤكد سلامة رأيه، فكسر الهاء والخاء جاء نتيجة التماثل الرجعي؛ حيث أثرت حركة الدال والصاد على حركة الهاء والخاء؛ فتماثلت كسرة مثلها. وتحمل بقية الآيات على نفس التفسير.

(عُتِيًّا) (١): قراءة في قوله تعالى: "وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ "عِتِيَّاً" (٢)، وقوْلُه تعالى: {أَيُّهم أَشدُّ على الرَّحْمنِ عِتِيًّا} (٣). [التاج: عتو].

قُرِئ بكسر العَيْنِ وضمها. ويحلل الجَوْهري (٤) هذه القراءة صرفيا فيقول: الأَصْلُ عُتُوٌّ، ثم أَبْدلُوا مِن إحْدى الضَّمَّتَيْن كَسْرةً فانْقَلَبتِ الواوُ ياءً فقالوا عُتِيًّا ثم أَتْبَعُوا الكَسْرةَ الكَسْرَة وقالوا (عِتِيًّا) ليُؤَكِّدوا البَدَلَ.

(بِكِيَّاً) من قوله تعالى: " إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" (٥).

قال الزبيدي: (وبُكِيٌّ)، بالضَّمِّ وكَسْرِ الكافِ وتَشْديدِ الياءِ، وأَصْلُه (بُكُويٌ) على فُعُول، كسَاجدٍ وسُجُودٍ، قُلِبَ الواوُ ياءً فأُدغم؛ قالَهُ الرَّاغِبُ. قالَ شيْخُنا: وهو مَسْموعٌ في الصَّحيحِ ولا يُعْرَفُ في المُعْتلِّ وقد خَرَّجُوا عليه قَوْلُه تعالى: {خروا سجداً وَبُكيّاً}. [التاج: بكي].

(صِلِيَّاً) من قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} (٦).

قال الزبيدي: (صُلِيّاً وصِلِيّاً)، بالضمِّ والكسْر مع تَشْديدِ الياءِ فيهما. [التاج: صلي].

(جِثِيَّاً) من قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (٧).


(١) الكسر قراءة حمزة، وحفص، والكسائي، والضم قراءة الباقين، انظر: التيسير: ١٠٢، والعنوان: ٢٢، وحجة أبي زرعة: ٤٣٩، والدر المصون: ١٠/ ١١٣، والنشر: ٢/ ٣٥٦، والإتحاف: ٥٢٨.
(٢) مريم: ٨.
(٣) مريم: ٦٩.
(٤) الصحاح: عتو: ٧/ ٢٦٨.
(٥) مريم: ٥٨.
(٦) مريم: ٧٠.
(٧) مريم: ٧٢.

<<  <   >  >>