للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر الزبيدي لهذا الحرف قراءات منها: "غُلُف" بضم الأول والثاني، و"غُلْف" (١) بتسكين الثاني، وعلى القول بأن ضم اللام أصل، وتسكينها تخفيف فالكلمة جمع لغلاف، أما إذا قلنا إن التسكين أصل لذاته، ولم ينتج عن تخفيف كان جمعا لـ (أَغْلَفٍ). قال الزبيدي: "ولا يَكُونُ الغُلُفُ بضمتين جمعَ أَغْلَفَ؛ لأَنّ فُعُلاً لا يَكُونُ جَمْعَ أَفْعَل عند سِيبوَيْهِ، وقال الكسائيُّ: ما كانَ جمعُ فِعالٍ وفَعُولٍ وفَعِيلٍ على فُعُلٍ مُثَقَّلٍ ". [التاج: غلف].

(خُشْب) (٢): قراءة في قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (٣) [التاج: خشب].

ذكر الزبيدي أن هذا الحرف قد قرئ بضمتين "خُشُب" (٤)، وبضمة وسكون "خُشْب"، وبفتحتين "خَشَب" (٥). وكلها جمع لخَشَبَةٍ، والقراءة الأولى على الأصل والثانية والثالثة على التخفيف. وقيل: خَشَبَةٌ وخُشُبٌ مثلُ ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ، وخَشَبَة وخُشْب مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ، وخَشَبَة وخَشَب مثل شَجَرَةٍ وشَجَر (٦).

قال السمين الحلبي:" فأمَّا القراءةُ بضمتَيْن فقيل: يجوزُ أَنْ تكونَ جمع خشَبَة نحو: ثَمَرَة وثُمُر، قاله الزمشخريُّ، وفيه نظرٌ؛ لأن هذه الصيغةَ محفوظةٌ في (فَعَلَة) لا تَنْقاس نحو: ثَمَرَة وثُمُر. ونقل الفاسيُّ عن اليزيدي أنه جمعُ خَشْباء، وأَحْسَبُه غَلِطَ عليه؛ لأنه قد يكون قال "خُشْب" بالسكون جمع خَشْباء نحو: حَمْراء وحُمْر؛ لأنَّ (فَعْلاء) الصفةَ لا تُجْمع على (فُعُل) بضمتين بل بضمةٍ وسكونٍ ... وقال أبو البقاء: "وخُشْب بالضمِّ والإِسكان جمعُ خَشَب مثل: أَسَد وأُسْد". فهذا يُوهم أنه يقال: أُسُد بضمتين وليس كذلك " (٧).


(١) هي قراءة الجمهور، انظر: الدر المصون:١/ ٣٩٢.
(٢) هي قراءة أبي عمروٍ والكسائيُّ وقنبلٌ، انظر: الحجة لأبي زرعة: ٧٠٩.
(٣) المنافقون: ٤.
(٤) هي قراءة الجمهور، انظر: الحجة لأبي زرعة: ٧٠٩.
(٥) قراءة ابن عباس والسعيدان: ابنُ جبير وابنُ المسيَّب، انظر الدر المصون: ١٣/ ٤٠٧.
(٦) انظر: معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٥٩، والحجة لابن خالويه: ١/ ٣٤٦.
(٧) الدر المصون: ١٣/ ٤٠٧.

<<  <   >  >>