للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى المتفضِّل بالنَّعماء .. والمنزَّه عن الأنداد والشُّرَكاء، والصَّلاة والسَّلام على النَّبي قدوة الأتقياء، وعلى آله وأصحابه أصدق أولياء .. وبعد:

أخي المسلم: لا يزال المخلصون يحاسبون أنفسهم .. ويتهمونها بالتقصير .. ويقرعونها بسوط المجاهدة .. حتى تستقيم على الجادة ..

وإليك يا طالب الصَّواب وقفة جديدة من وقفات المحاسبة .. فاحرص أن تكون وقفة صادقة مع نفسك .. تستخرج كوامنها .. وتستنطق لسانها ..

القلب! تلك المضْغة العجيبة .. ماذا عنها؟ !

القلب! هو ذلك الوعاء الذي إنْ شئتَ ملأتَهُ بالخير، وإنْ شئتَ ملأتهُ بالشَّر!

القلب! حرص العارفون على تطهيره وإخلائه من الآفات!

فهل تفقدت قلبك؟ !

هل وقفت على خباياه؟ !

ماذا يحمل؟ ! خيرًا فيه صلاحك .. أم شرًا فيه هلاكك؟ !

القلب! تلك المضغة المتقلِّبة!

{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: ١١٠].

قال بعضهم: «سُمي القلب قلبًا لتقلُّبه، وأنشد:

ما سُمِّيَ القلبُ إلاَّ من تقلُّبهِ ... والرَّأيُ يصرفُ بالإنسان أطوارا

 >  >>