للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أكثر ما كان النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يحلف: «لا ومُقلب القلوب» [رواه البخاري].

أخي المسلم: صلاحك مرهون بصلاح قلبك .. بذلك نطق الصادق - صلى الله عليه وسلم -.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فَسَدَتْ فسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب! ». [رواه البخاري ومسلم].

إن مضغة مرهون صلاحك بصلاحها وفسادك بفسادها؛ لحريٌّ بك أن تتفقَّدها .. وتسعى إلى إصلاحها ..

إن هذه القلوب مشحونة بالعجائب .. والسعيد من سعى لتفقد قلبه .. وعمل لإصلاحه .. وتطهيره من الأدران ..

لقد غفل خلقٌ كثير عن تفقُّد القلوب والوقوف على عيوبها حتى استفحل شرها .. وعمَّ ضررها!

وهذه أخي المسلم وقفات مع القلب .. فلتحاسب نفسك مع كلِّ وقفة منها .. وأول هذه الوقفات:

* أين قلبك من الإيمان الصادق؟ !

إن الإيمان درجة عالية خاطب الله تعالى بها عباده المخلصين .. كما أنه تعالى ذم أولئك الذين ادعوه ولم يوقر في قلوبهم!

قال الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: ١٤].

فإن للإيمان الصادق أثراً عجيباً على القلب؛ فترى صاحبه قوي الصلة بالله تعالى؛ يرضى بما رضيه الله تعالى، ويسخط لما أسخطه .. يحب لله .. ويبغض لله ..

<<  <   >  >>