للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأصدق من حمل هذا المعنى هم صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد قصَّ الله تعالى علينا صدق إيمانهم ..

فقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: ٢٢].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «هؤلاء الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم؛ كتب الله في قلوبهم الإيمان، وإنما عُني بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان .. ».

وقال القرطبي رحمه الله: «وخصَّ القلوب بالذكر؛ لأنها موضع الإيمان».

أرأيت أخي المسلم إذا أردت أن تُقدم على فعل فيه رضا لنفسك واتباعًا لهواها؛ هل تُقدِّم رضاها على رضا الله تعالى؟ !

في مثل هذا الموطن يظهر صدق إيمانك .. وتفقُّدك لقلبك؛ فأما المؤمن الصادق فلا تراه يُقْدِمُ على فعل إلا بعد أن ينظر في عاقبته؛ فإن كان فيه رضاً لله تعالى أقدم عليه، وإن لم يكن فيه رضاً لله أحجم عن فعله ..

* وهل تفقدت الخير في قلبك؟ !

فلتعلم أخي المسلم أن القلب الصالح هو الذي كان فيه للخير نصيب .. فتجده عامرًا بحب الخير والصالحات .. وإذا صدَّق هذا

<<  <   >  >>