فتذكَّر أيها المسكين بطش الله تعالى .. وشديد عقابه! فإنك لا محالة قادم على ربك تبارك وتعالى .. {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر: ٢٥، ٢٦].
فتفقَّد قلبك يا طالب النَّجاة؛ فانظر هل تجد فيه خوفًا من الله تعالى؟ ! فإن لم تجد فبادر إلى مداواته؛ فإنك على خطر عظيم!
قال ابن المبارك رحمه الله:«من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه! ».
* وهل أنت سليم القلب؟ !
سلامة القلب أغلى غنيمة فاز بها المؤمن؛ إذ إنها طريق إلى رضا الله تعالى، ودخول جنته ..
ومن سلم قلبه سلمت جوارحه من أوحال الذنوب .. وصفا عمله الصالح .. وإذا كان يوم القيامة كان في زمرة الناجين!
قال الله تعالى حكاية عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام:{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء: ٨٧ - ٨٩].
قال سعيد بن المسيب رحمه الله:«القلب السليم الصحيح، هو قلب المؤمن؛ لأن قلب الكافر والمنافق مريض، قال الله تعالى:{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}.
وقال أبو عثمان السياري رحمه الله: «هو القلب الخالي عن البدعة، المطمئن إلى السنة».
وقال الضحاك رحمه الله:«السليم الخالص».
وعن قول الضحاك هذا قال القرطبي: «وهذا القول يجمع شتات الأقوال بعمومه، وهو حسن؛ أي الخالص من الأوصاف