فأكثر الناس خوفًا من الله تعالى هم العلماء، وكل مؤمن صادق عبد الله على علم ..
قال الله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال: ٢].
قال القرطبي:«وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره؛ وذلك لقوة إيمانهم، ومراعاتهم لربهم؛ وكأنهم بين يديه».
أخي المسلم: إن خوف الله تعالى والوجل منه ملك قلوب الصادقين .. حتى غدَوْا كأنَّهم يعاينون عذاب الله تعالى وتاره!
قال الحسن البصري رحمه الله:«ما خافه إلاَّ مؤمن، ولا أمِنَهُ إلاَّ منافق».
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله:«ما فارق الخوف قلبًا إلاَّ خرب! ».
وأهل الإيمان الصادق تجدهم قائمين لله تعالى بالطاعات، ومع هذا تجدهم خائفين أن لا يُقبل منهم!
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:«سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}؛ قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدَّقون، وهم يخافون أن لا يُقبل منهم! ». [رواه الترمذي وابن ماجه/ صحيح الترمذي للألباني: ٣١٧٥].