* وعن امرأة هشام الدستوائي، قالت: كان هشام إذا طفئ المصباح؛ غشيه من ذلك أمر عظيم، فقلت له: إنه يغشاك أمر عظيم عند المصباح إذا طفئ! قال: إني أذكر ظلمة القبر! ثم قال: «لو كان سبقني إلى هذا أحد من السلف، لأوصيت إذا مت أن أجعل في ناحية من داري»!
أيها المذنب! إن في خبر هؤلاء القوم؛ عظة لك .. وتنبيهًا من الغفلة .. فما أحراك أن تفيق من سكرة الشهوات .. وأنت تقف على خوف الطائعين! إذ أن أهل الطاعات أقرب إلى السلام من أهل الذنوب.
* أيها المذنب! إياك والغفلة عن تمهيد قبرك!
القبر! يا له من مضجع خشن إن لم تمهِّدهُ بالصالحات! ويا له من شرور ونيران إن لم ترحل إليه بالطاعات!
وكم من غافل ألهته الشهوات عن إعداد دار مقامه! فهو في شغل شاغل عن التهيؤ لبيت الوحشة والدود!
حقًا! كم هو مغرور .. خاسر من غفل عن إعداد منزل قراره بعد الموت! وبينما الغافلون مشغولون بالدنيا؛ إذ باغتهم هادم اللذات! فرحلوا عن غير زاد .. فنزلوا مساكن يا الله! ما أفظعها!
قال يحيى بن معاذ: «يا ابن آدم! دعاك ربك إلى دار السلام، فالنظر أين تجيبه؟ ! إن أجبته من دنياك، واشتغلت بالرحلة إليه؛