للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دخلتها، وإن أجبته من قبرك؛ منعتها»!

وعن عبيد بن عمير، قال: «ليس من ميت يموت إلا نادته حفرته التي يدفن فيها: أنا بيت الظلمة، والوحدة والانفراد! فإن كنت في حياتك مطيعًا؛ كنتُ اليومَ عليك رحمةً، وإن كنت لربك عاصيًا؛ فأنا اليوم عليك نقمةٌ! أنا البيت الذي من دخلني مطيعًا؛ خرج مسرورًا، ومن دخلني عاصيًا؛ خرج مني مثبورًا»!

أيها المذنب! ما بالك مبادرًا إلى شهواتك .. ساعٍ في رغبات النفس .. مشيِّدًا دارك الفانية؟ !

أما ترى داعي المنون يختطف النفوس اختطافًا؟ !

أما ترى الخلائق راحلين إلى الدار الأخرى؟ !

أفق أيها المسكين! قبل أن تنزل دارًا يا ويل الراحلين إليها بغير الصالحات!

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: ١ - ٤].

قال عبد الله بن العيزار: «لابن آدم بيتان: بيت على ظهر الأرض، وبيت في بطن الأرض، فعمل للذي على ظهر الأرض، فزخرفه وزينه، وجعل فيه أبوابًا للشمال، وأبوابًا للجنوب، وصنع فيه ما يصلحه لشتائه وصيفه، ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض؛ فأخربه، فأتى عليه آت، فقال: أرأيت هذا الذي أراك قد أصلحته، كم تقيم فيه؟ ! قال: لا أدري! قال: فالذي قد

<<  <   >  >>