فقال:«إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة». ثم قرأ قوله تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
أخي في الله: إلى الإخلاص ... إلى الإخلاص، فإنه رباط العمل وحصن القربات من الضياع {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان].
أخي المسلم: أتدري أي أعمال هذه التي أصبحت هباء منثورًا؟ ! ! هي: الأعمال التي كانت على غير السنة أو أريد بها غير وجه الله قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: «إنك لن تخلف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله تعالى إلا ازددت به خيرًا ودرجة ورفعة»[ابن القيم].
أخي المسلم: ما أسعد أهل النيات الصادقة، وما أطيب عيشهم بالإخلاص .. أيعجزك أخي أن تعقد قلبك على فعل الصالحات .. وعمل المكرمات؟ !
فها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجع من غزوة تبوك وقد حفَّت به تلك الزمرة الطاهرة .. فيدنو الركب من المدينة الطاهرة .. طيبة .. طابة .. دار الإيمان .. فيقول وقتها - صلى الله عليه وسلم -: «إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم».