الصالحين .. وأسوة العارفين .. «اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به لك، وأستغفرك مما زعمت إني أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت».
«فإن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه عن عبوديته لغيره، ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه عن محبة غيره إذ ليس عند القلب لا أحلى ولا ألذ ولا أطيب ولا ألين ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له، وإخلاصه الدين له، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله فيصير القلب منيبًا إلى الله خائفًا منه راغبًا راهبًا كما قال تعالى:{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ... }[ابن تيمية].
أخي المسلم: ما أقذر الرياء ... وما أسوأه يوم اللقاء .. «ريح الرياء جيفة تجافاها مشام القلوب، رياء المرائين صير مسجد الضرار مزبلة وخربة {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} وإخلاص المخلصين رفع التفث بـ «رب أشعث أغبر .. » [ابن القيم].
أخي المسلم: ما أحلى دعاء المخلصين .. وما ألطف همساتهم في ليل الغافلين .. {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}[مريم].