أما رأيت عبد الرحمن بن مهدي يقول:«لو صنفت كتابًا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب».
أخي المسلم: صلاح القلوب بالإخلاص كصلاح الأرض بالغيث لا يدرك ذلك إلا أهل الإخلاص.
أخي:«فإن حقيقة العبد قلبه وروحه وهي لا صلاح لها إلا بإلاهها الله الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره وهي كادحة إليه كدحًا فملاقيته ولابد لها من لقائه ولا صلاح لها إلا بلقائه»[ابن تيمية].
أخي المسلم: أما يستحي المرائى، والله مطلع على قلبه، فكم هو قبيح أن تسجد لله والقلب معلق بغيره .. ظاهر العمل عبادة للخالق .. وباطنه تودد للمخلوق .. فما انقص درجة هؤلاء المرائين المحرومين {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ... }[الحج]. وهذا أخي رسولنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»[رواه مسلم].
أخي في الله: ما أشد الإخلاص على الصادقين .. وما أعزه عند العابدين الواصلين المجتهدين .. طوَّعوا له القلوب والجوارح .. وكدحوا في تحصيله لنيل الروابح .. وإن شئت فاسمع في هذا كلامهم .. لعلك تدرك آمالهم.