أخي: ما أغلى الإخلاص من بضاعه .. وما أنفسه لمن عمل للساعة .. هنالك يسعد المخلصون .. ويبوء بالخسران المراؤون .. «إلام الرواح في الهوى والتغليس، وحتام السعي في صحبة إبليس، وكم بهرجة في العمل وتدليس»[ابن القيم].
أخي المسلم: الإخلاص جنة المخلصين .. وروح المتقيم.
قال الجنيد:«الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده».
وقال مكحول:«ما أخلص عبد قط أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».
وقال أبو سليمان الداراني:«إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء».
وقال بعضهم:«الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدًا غير الله ولا مجازيًا سواه».
أخي في الله: كم بين المرائي والمخلص من درجات .. كما بين قلبيهما من النيات .. هذا علق قلبه بخالق البريات .. وذاك علق قلبه بالأموات .. فآاه لها من درجات .. وكم دعا الصالحون بصلاح القلوب .. ورفعوا الأكف بذاك لمفرج المصائب والكروب.
«اللهم اجعل عملي كله صالحًا وأجعله لوجهك خالصًا ولا تجعل لأحد فيه شيئًا» .. بهذه الكلمات الرقيقات كان يدعو الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومن دعاء مطرف بن عبد الله، علم