قال الحسن البصري:«بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفًا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم وذلك إن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً .. }.
«وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمن دعاء الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله فهو من أعظم الكنوز التي هي أحق بالإخفاء والستر عن أعين الحاسدين وهذه فائدة من أعظم الكنوز التي هي أحق بالإخفاء والستر عن أعين الحاسدين وهذه فائدة شريفة نافعة» [ابن القيم].
أخي المسلم:«فتش على القلب الضائع قبل الشروع، فحضور القلب أول منزل من منازل الصلاة فإذا نزلته انتقلت إلى بادية المعنى فإذا رحلت عنها أنخت بباب المناجاة فكان أول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب فكيف يطمع في دخول مكة من لم يخرج إلى البادية بعد؟ ! »[ابن القيم].
أخي: هل سمعت بقصة المرأة الزانية التي سقت كلبًا فغفر الله لها؟ «فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها وإلا فليس كل بغي سقت كلبًا يغفر لها فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال»[ابن تيمية].
أخي المسلم: أما بلغك كيف كانت عبادة الصالحين .. وتوجه المخلصين؟ ! كم ضنوا بالطاعات من الآفات .. وحرصوا على سلامتها من العاهات، فألبسوها لباس الإخلاص والصدق .. فحصنوها في مكان حصين .. وحرز أمين.