للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة! طولها ستون ميلاً! للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا! ». رواه البخاري ومسلم

أخي: كيف أنتَ في دار الدُّنيا إذا كنتَ في قصر جميل قد حفت به الحدائق الوارفة الجميلة! وجرت جداول الماء تحت أشجاره! وغَرَّدَتْ عصافيره! وسرت نسمات لينة فلامست الأشجار! وهبت نحوك وقد مزجت بعبير الأزهار!

كيف بك أنت وقتها؟ ! ما أظنك ستفيق من نشوتك إلا على يد تربت على كتفك!

أخي: إذا كانت هذه هي جنان الدنيا الفانية! فكيف بجنة الله تعالى التي أخبرك الله تعالى على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن فيها: «ما لا عين رأت! ولا أذن سمعت! ولا خطر على قلب بشر! » رواه البخاري ومسلم.

أخي: ما أسعد أولئك الداخلين جنات الله تعالى .. الفائزين برضوانه الأكبر .. جعلني الله وإياك في زمرتهم بمنه وعظيم لطفه وإحسانه.

* ... * ... *

أخي: لا أنسى أن ألفت ناظريك إلى تلك الأنهار التي لطالما ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز إذا ذكرت الجنان {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: ١٥].

أخي: إنها ليست كأنها الدنيا التي تعرفها؛ فهي أنهار تفيض

<<  <   >  >>