لا يُحْصَى، نادى منادٍ:«إن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا! وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا! وإن لكم أن تشبُّوا فلا تهرموا أبدًا! وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا! »؛ فذلك قوله عز وجل:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الأعراف] رواه مسلم.
أخي في الله: إن نعيم أهل الجنة إنما يُلَذُّ بموعود الله تعالى لأوليائه فيها بالخلود الدائم والأمن من سخطه وغضبه .. فتلك أخي لأهل الجنَّة لذة فوق ما يجدونه من نعيم الجنان! {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[الدخان].
* ... * ... *
أخي: هنالك وفي تلك الديار التي كتب الله تعالى لأهلها الخلود في نعيمه الذي لا يفنى .. أخي كم للقوم يومها من لذاذات! مطاعم ومشارب! وتَقَلُّب في رياض الجنة! فلا تسل أخي عن ما يجدونه في جنة الله من النعيم الذي فاق الوصف! فيا للسعيد يومها! {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}[الحاقة].
أخي: فانظر كيف تلذَّذوا في دار لا عناء فيها: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}؛ قال قتادة:(دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك! ).
{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}[الإنسان] قال مجاهد: (أي ذللت ثمارها يتناولون منها كيف شاؤوا؛ إن قام ارتفعت بقدره! وإن قعد تدلَّت إليه! وإن اضطجع تدلَّت إليه حتى يتناولها! أخي: فيا لها من