قال ابن المبارك رحمه الله لرجل:«راقب الله تعالى» فسأله الرجل عن تفسيرها، فقال:«كن أبدًا كأنك ترى الله عزَّ وجلَّ».
وقال إبراهيم الخواص رحمه الله:«المراقبة خلوص السر والعلانية لله عزَّ وجلَّ».
وقال ابن القيم رحمه الله:«المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه».
وقيل:«المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة».
أخي المسلم: تلك هي المراقبة كما عرَّفها العلماء العارفون .. ومعنى المراقبة يعقله كل قلب فهمًا .. ولكن قليل تلك القلوب التي تعقله عملاً.
إنَّ تذكُّر الرَّقابة الإلهية من دلائل التوفيق التي إذا وُفِّق إليها عبد كان ذلك علامة لفلاحه .. وسعادته.
وقد قسَّم العارفون المراقبة إلى عدَّة أقسام، وإليك تقسيم الحافظ ابن رجب رحمه الله والذي قسَّم المراقبة إلى مقامين.
قال ابن رجب رحمه الله: «أحدهما: مقام الإخلاص، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه، واطلاعه عليه، وقُرْبه منه، فإذا استحضر العبد هذا في عمله، وعمل عليه، فهو مخلص لله، لأنَّ استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله، وإرادته بالعمل. والثاني: مقام المشاهدة، وهو أن يعم العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنوَّر القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان. وهذا هو