قال الحافظ ابن رجب:«يشير إلى أن العبد يعبد الله على هذه الصفة، وهي استحضار قُرْبه، وأنه بين يديه كأنَّه يراه، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ... ».
أخي المسلم: إنَّ من راقب الله تعالى في أفعاله وأقواله؛ كان من أهل الإحسان .. وأهل الإحسان هم الذين قال الله تعالى عنهم:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[يونس: ٢٦].
قال الحافظ ابن رجب:«وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عزَّ وجلَّ في الجنة، وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان، لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة، كأنَّه يراه بقلبه، وينظر إليه في حال عبادته، فكان جزاء ذلك؛ النظر إلى الله عيانًا في الآخرة».
فيا من خلوت بمعاصي الله! اعلم أن الرَّقيب عليك من لا تخفى عليه خافية!
ويا من خلوت بمعاصي الله! أنسيت مراقبة ملك الملوك؟ !
كم من أُناس إذا خلوا بأنفسهم نسوا تلك الرَّقابة الإلهية .. وغرَّهم حلم الله تعالى .. فوقعوا في الآثام .. وارتكبوا الحرام!
قال بعض العارفين:«اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك! ».
وقال بعضهم:«خَفِ الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه على قدر قربه منك».
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله:«الخاسر من أبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد! ».