إنك في مُلْك من لا يخفى عليه أمرك .. ولا سترك منه حجاب!
وحرِيٌّ بمن علم أنه مراقب من الله تعالى؛ أن يحذر حقَّ الحذر .. وأن يستحي منه حقَّ الحساء ..
قال ابن الجوزي رحمه الله:«الحق عزَّ وجلَّ أقرب إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه، البعيد منه، فأمر بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له، فقلوب الجهَّال تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر؛ لكفُّوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قُربه فحضرتهم المراقبة، وكفَّتهم عن الانبساط».
أخي المسلم: إنَّ داء الكثيرين من العُصاة؛ الغفلة عن مراقبة الله تعالى ... ونسيان اطلاعه عليهم ..
فاعجب من رجل سليم الفطرة؛ يعلم أن الله تعالى مطلع عليه؛ ثم إذا خلا بمحارم الله انتهكها!
فلا خوف من الله تعالى يصرفه .. ولا حياء منه يرده!
وهذا هو حال كثير من الجهال الذين لم يستشعروا عظمة الله تعالى .. ومراقبته!
كتب ابن السماك الواعظ لأخ له:«أما بعد: أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيُّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حالك في ليلة ونهارك، وخَفِ الله بقدر قُربه منك، وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك».