حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل - عليه السلام -، ويتفاوت أهل هذا المقام فيه بحسب قوة نفوذ البصائر».
أخي المسلم: هل وقفت مع نفسك يومًا؛ فسألتها: أين هي من مراقبة الله تعالى؟
قليلٌ أولئك الذين وقفوا هذه الوقفة مع أنفسهم .. وسألوها .. وحاسبوها في خلواتها.
وأما الأكثرون فقد غفلوا عن المحاسبة .. وأعطوا النَّفس مُناها في عدم التشديد عليها ..
أرأيت لو قيل لك: إنك مراقب من قِبَل الحاكم؛ كيف سيكون حالك؟ !
لا شكَّ أنَّك ستحتاط لنفسك، وستبتعد عن كل موطن يكون سببًا في مساءلتك.
ولكنَّ الكثيرين تجدهم لا يخفى عليهم أنهم مراقبون ممن يعلم السرَّ وأخفى .. تبارك وتعالى. ومع هذا تجده لا يلتفت إلى هذه الرَّقابة!
وهذه الغفلة هي حال الكثيرين من أولئك الذين لم يستشعروا رقابة الله تعالى!
ولعظم مرتبة المراقبة؛ فإنَّ الله تعالى بعث لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أمين وحيه جبريل - عليه السلام -؛ لتذكيره بشرف هذه المرتبة.
ففي حديث جبريل - عليه السلام - الطويل، عندنا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة مسائل، ومنها: قال: «يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه، فإنه يراك»[رواه البخاري ومسلم/ واللفظ لمسلم].