فلتكن مجالسنا مجالس تذكير بالله، وبالمهمة التي كلفنا بها، ومدارسة أحوال الأمة ومآسيها، ومخططات أعدائها.
[القراءة في الكتب التي تشحذ الهمم]
وذلك لكي نخرج منها بقوة نفسية عظيمة تدفعنا لبذل أقصى الجهد لخدمة ديننا.
وهناك العديد من الكتب التي كتبها أصحابها ممتزجة بمداد مشاعرهم الفياضة، وحرقتهم على الأمة، فإذا ما قرأنا فيها انتقلت حرارتها إلينا، وساعدت -بإذن الله- في إبقاء العزائم متقدة، والروح يقظة. كما يحس ذلك كل من يقرأ في ظلال القرآن لسيد قطب.
[ومن هذه الكتب]
- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا.
- المسؤولية لمحمد أمين المصري.
- روائع إقبال لأبي الحسن الندوي.
- آن الأوان لتجديد الإيمان، د. عبد الستار فتح الله سعيد.
- علو الهمة ..... محمد إسماعيل المقدم.
التعرف على القدوات العملية والابتعاد عن صحبة البطالين:
يقولون:(القدوة إمامة بلا إمارة)، فالروح تسري من خلال التواصل بين أصحاب الهمم، والقدوات العملية، والنماذج الحية، وبين غيرهم، وفي المقابل، فإن الابتعاد عن المجالس الفارغة وصحبة البطالين له أثر كبير في تجنب المؤثرات المثبطة للهمم والعزائم، والآية الكريمة تذكر النوعين آمرة ومحذرة:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
[الكهف: ٢٨].
وتبقى العقبة التي ينبغي اجتيازها حتى تستمر العزائم في التوقد، والروح في اليقظة، ألا وهي عقبة تشعب الهموم بالدنيا؛ وهذا يحتاج إلى بعض التفصيل في الصفحات القادمة.