الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبربوبيته وقيوميته تقوم الأرض والسماء، وبحمده تُسبِّح جميع الكائنات.
والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير، محمد بن عبد الله الرسول الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:
فعندما يقرأ المرء آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحمل المبشرات بانتصار الإسلام، وعودة مجد الأمة من جديد تجده وقد انتابته مشاعر متباينة متقلبة بين الفرح والسرور بهذه المبشرات، والحزن والغم بسب قسوة الوضع الراهن، وشدة الظلام الذي يخيم على الأمة، وتكالب أعدائها عليها من ناحية، وتشرذمها وتفرقها واختلاف أبنائها فيما بينهم من ناحية أخرى، لتقفز في الأذهان أسئلة تقول: هل عودة المجد للأمة في هذا الزمان وهم أم حقيقة؟
هل المبشرات بانتصار الإسلام تحتاج إلى قرون لتتحقق أم أن هناك أمل في تحققها خلال سنوات؟!
من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة كانت هذه الصفحات، والتي نسأل الله أن تصحبنا فيها معيته وتوفيقه، وأن يبارك فيها، ويكتب لها القبول {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة: ٣٢].