[وماذا بعد .. ؟]
أخى المسلم .. أختى المسلمة:
شاهدنا ما حدث لإخواننا في غزة على أيدي اليهود المجرمين.
تأثرنا كثيرا بما شاهدناه من الدماء التي أريقت والشهداء الذين سقطوا، والدمار الذى حل بهذا المكان العزيز.
دعونا الله كثيرا، وتبرعنا بالمال والدم لنجدة أهلنا هناك.
خرجت المسيرات الغاضبة فى كل أنحاء الأمة العربية والإسلامية تندد
وتشجب وتحرق أعلام الصهاينة ...
نعم، هدأ العدوان ولكن بقى الجُرح نازفاً مستصرخاً:
وماذا بعد؟!
أخي المسلم .. أختي المسلمة:
لقد تكرر هذا المشهد كثيراً في العقود الأخيرة، وتكررت وتشابهت ردود أفعالنا الغاضبة مع كل عدوان، وتكرر كذلك تحولنا من حالة الغضب إلى حالة الهدوء والحياة الطبيعية، والإنشغال بأمورنا الشخصية بعد انتهاء أو هدوء العدوان، رغم أن الجراح التي يخلفها كل عدوان تستقر في جسد الأمة وتظل الدماء النازفة تلح في السؤال: وماذا بعد؟!
ألايوجد حل حقيقي يُنهي مأساة فلسطين، وينهي كذلك مآسي المسلمين المستضعفين في كل مكان؟!
بلا شك يوجد حل، ولكن لابد وأن تكون نقطة الانطلاق نحوه هى وضوح الرؤية لطبيعة المشكلة التى تعاني منها الأمة.
إن الرؤية الصحيحة لقضية فلسطين ينبغى أن تتسع لتشمل الأمة الإسلامية ووضعها البائس وحالها المزري، وأي انطلاق للتفكير في الحل الجذري لهذة القضية دون هذه الرؤية سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة، ونراوح في أماكننا كما هو الحال الآن.
لقد تساءل الكثيرون وقت أحداث غزة وغيرها: ماذا نفعل لكي تنتهي هذه المأساة، فقد التهبت مشاعرنا، وامتلأت قلوبنا غيظاً على أعدائنا، وشفقة على إخواننا .. نشعر بالقهر لعدم قدرتنا على فعل شيء إيجابي يوقف شلال الدم، ويعيد الحق لأهله.
هل يوجد شيء يمكننا فعله غير ما فعلناه؟!
من أجل الإجابة عن هذا السؤال كانت هذه الصفحات ..
فإلى المتسائلين وغيرهم.
إلى الدعاة والعاملين للإسلام.
إلى التواقين لرفعة الأمة وعودة مجدها من جديد.
إلى هؤلاء جميعا .. نضع بين أيديهم هذه الرؤية، أو بمعنى أدق الخطوط العريضة التى يمكنها أن تشكل "نقطة انطلاق" نحو الطريق الصحيح.
سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ما وفقنا إليه، وأن يفتح القلوب لكل خير تضمنته هذه الصفحات {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا لنا ألا ما علمتنا} [البقرة:٣٢].
[أحداث غزة]
شهد العالم بأسره حدثاً خطيراً، وزلزالاً شديداً، تمثل في العدوان الصهيوني الغادر والوحشي على إخواننا في غزة، والذي بدأ في يوم ٢٩/ ١٢/١٤٢٩هـ الموافق السبت ٢٧/ ١٢/٢٠٠٨م، واستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع
العالم بأسره شاهد قطاع غزة محدود المساحة، الخالي من أسلحة الجيوش المعتبرة وهو يُضرب ضرباً عنيفاً بأعتى آلات الدمار، وبمئات الأطنان من القذائف براً وبحراً وجواً.
شاهدت الملايين في شتى أنحاء المعمورة بعضاً من آثار هذه الحرب المدمرة .. مئات القتلى وآلاف الجرحى .. أطفالا ونساء .. شبابا وشيوخا ..
هُدِّمت المنازل على رءوس ساكنيها .. ضربت المساجد والمستشفيات والمدارس ومخازن الأغذية والوقود.