- فعلى مستوى اليوم هناك ثلاثة أوقات يسميها العلماء بأوقات السير إلى الله بالطاعات وهي آخر الليل وأول النهار وأخره قال صلى الله عليه وسلم:((إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) وقد وردت من النصوص الكثيرة في أذكار الصباح والمساء وفى فضل من ذكر الله حين يصبح وحين يمسى، وكان السلف لأخر النهار أشد تعظيما من أوله.
يقول الإمام حسن البنا: أيها الأخ العزيز أمامك كل يوم لحظة بالغداة ولحظة بالعشى ولحظة بالسحر تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك الطهور إلى الملأ الأعلى، فتظفر بخير الدنيا والأخرة .. وأمامك مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القروبات التي وجهك إليها كتابك الكريم ورسولك العظيم صلى الله عليه وسلم، فأحرص أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين، ومن العاملين لا من الخاملين .. واغتنم الوقت فالوقت كالسيف، ودع التسويف فلا أضر منه.
- أما بالنسبة للأسبوع فليوم الجمعة شرف عظيم وفيه ساعة يجاب فيها الدعاء فلنحرص على التعرض لها، يقول النووي: ويستحب الإكثار من الدعاء في جميع يوم الجمعة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس رجاء مصادفة ساعة الإجابة فعلينا بالإجتهاد في هذا اليوم المبارك ولنضع له برنامج خاصا، ولنبكر فيه الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة على أحسن هيئة.
- وإن كان شهر رمضان له أفضلية خاصة عن بقية الشهور فإن ليلة القدر لها شرف عظيم، يقول صلى الله عليه وسلم ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)) والتماس ليلة القدر إنما يكون في العشر الأواخر من رمضان، لذلك يستحب الإجتهاد فيها فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
- ومن هذه المواسم أيضا: موسم العمرة فهي في رمضان تعدل حجه فلنحرص علي القيام بها .. وليعمل كل منا على أن ينظم أموره بالطريقة التي تعينه على الإستفادة من هذه الأوقات الفاضلة، فإن فاته وقت منها لم يترك الإجتهاد في البقية الأخرى.
- سادساً: الإعتكاف
الإعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله، وهو مستحب في كل وقت في رمضان وغيره وأفضله في العشر الأواخر من رمضان ليتعرض العبد فيها لليله القدر والتي هي خير من ألف شهر. ولقد ذهب الإمام أحمد أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن، بل الأفضل له الإنفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه. وهذا الإعتكاف هو الخلوة الشرعية التي لا يترك معها الجمع والجماعات، فعلينا أن نغتنم أي وقت - مهما قصر - في نهار رمضان أو ليله ننوى فيه الإعتكاف ونختلي فيه بالله عز وجل ..
ولنحرص على الإعتكاف في العشر الأواخر فإن لم نستطع فليكن ذلك في لياليها وبخاصة الوتر منها، ولنحظر من الخلطة والكلام وكل ما يقطع علينا خلوتنا بالله عز وجل، يقول ابن رجب:((فحقيقة الإعتكاف قطع العلائق عن الخلائق للإتصال بخدمة الخالق)).
وللأخت المسلمة أن تعتكف في مسجد بيتها استناداً على رأى الأحناف في جواز ذلك ولتقتطع من يومها وقتاً تلازم فيه مسجدها وتقبل فيه على الله عز وجل.