للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى واهب المنن. الهادي إلى الطريق السنن. وأصلي وأسلم على النبي الهادي، والصوت الحادي، إلى المحاسن والمراضي، ثم على آله وصحبه الأمجاد، ومن ائتم بهم إلى طرق الرشاد.

وبعد:

أخي المسلم: الكل همه تحصيل لذاته وما تتلذذ به النفس من المحسوسات! ولا يقف الحال بالمخلوق عند حاجته من اللذات بل يتجاوز ذلك إلى الإسراف والتبذير!

أخي: ما أجهل هذا الإنسان بمصالحه وما ينفعه {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم]، {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب].

أخي: هذه الحجب هي التي حجبت النفوس عن الغاية التي خلقت من أجلها! فركضت خلف السراب .. وسعت في تباب ..

وقليل أخي أولئك الذين يدركون المطالب السامية .. والغايات الشامخة .. أخي ما أبعدنا عن اللذات الحقيقية .. وما أضلنا عن الحياة الهانئة السعيدة! !

أخي في الله: ما أكثر المحبوبات للنفوس .. ولكن أخي أين يقع حب الفاني من حب الباقي؟ ! أم أين يقع حب المصنوع من حب الصانع؟ ! أم أين حب الضعيف من القوي؟ !

وإلا أخي فردد معي قول الإمام ابن الجوزي: «وكيف لا أحب من أنا به، وبقائي منه، وتدبيري بيده، ورجوعي إليه؟ ! وكل

 >  >>