مستحسن محبوب هو حسَّنه، وعطف النفوس إليه، فذلك الكامل القدرة أحسن من المقدور والعجيب الصنعة أكمل من المصنوع .. ».
أخي في الله: تلك هي الغاية التي رفع لها المخلصون رؤوسهم .. محبة الله عز وجل .. «وهل المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفاني المحبون وبروح نسيمها تروَّح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام .. »[الإمام ابن القيم].
أخي المسلم: لعل نفسك تشتاق إلى معرفة المحبة وحقيقتها وها أنا ذا أعرفك بحدودها، فكن منها أخي على دراية وعلم.
قال سهل بن عبد الله: هي معانقة الطاعة ومباينة المخالفة.
وقالوا:«الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته والحرية من استرقاق ما سواه».
وقالوا:«المحبة سفر القلب في طلب المحبوب ولهج اللسان بذكره على الدوام» قال الإمام ابن القيم: أما سفر القلب في طلب المحبوب فهو الشوق إلى لقائه وأما لهج اللسان بذكره فلا ريب أن من أحب شيئًا أكثر ذكره.