وأتحفك أخي بهذه الكلمات الرائقة في تعريف المحبة .. وهو تعريف حكيم أريب .. وناطق مُصيب .. قال: «إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص، ومتابعة الحبيب، أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى، لا يزال سعي المحب صاعدًا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.
أخي المسلم: إن من أعظم الثمار التي تجنيها من شجرة المحبة، أن يحبك الله تعالى .. فآه لها من درجة .. فيا لسعادة نائليها .. ويا لنُجْحَ مقتنصيها .. هنالك حيث الأقدام زلت .. وتعبت في الوصول إليها وكلَّت .. {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران]، قال ابن القيم: وهي تسمى آية المحبة.
قال أبو سليمان الداراني: «لما أدعت قلوب محبة الله أنزل الله لها محنة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ .. }.
أخي المسلم: أتدري ما هو صدق محبة الله عز وجل سبحانه؟ فلا تقصرن أخي أن تعيش معي هذه النفحات عسى أن تكون من الأحباء المحبوبين.
أخي ما أسهل الأدعاء .. وما أهون الدعوى بدون بينة .. أخي فإن للمحبة دلالات وعلامات يعرفها الصادقون من أنفسهم .. ويدركها العارفون في أنفاسهم .. فقف معي أخي عند علاماتها ..